دعاء صلاة الاستخارة للعمل، ربما أراد الإنسان أن يقوم بعمل من الأعمال، فيصاب بحيرة شديدة ويظل تائهًا مترددا، لا يدرى ماذا يصنع، هل يقدم على هذا العمل أم لا؟ وهنا يحتاج من يأخذ بيده وينير له الطريق، ويذهب بحيرته ويعطيه الاطمئنان والهداية والسكون، ويرشده إلى الحق والصواب، ولا يكون ذلك إلا بدعاء صلاة الاستخارة للعمل حيث يتيقن العبد بأن ما قدره الله له هو الخير.
صلاة الاستخارة للعمل
تعتبر صلاة الاستخارة لها أهمية كبيرة في حياة المسلم لأنها توفر عليه الكثير من الأسئلة التى تدور فى نفسه وربما لم يجد لها إجابة، ونحن فى هذا المقال على موقع بالتفصيل نستعرض دعاء صلاة الاستخارة للعمل، وكيف تصلى بشكل صحيح… وغير ذلك.
حيث ورد دعاء صلاة الاستخارة عن الرسول ﷺ بنصه، بل وكان يعلمه الرسول ﷺ لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، كما جاء فى الحديث الذى أخرجه البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كان رسول الله ﷺ يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن يقول:
إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: «اللهم إني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: في عاجلة أمري وآجله فاقدره لي (الدخول فى هذا العمل) وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: في عاجلة أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به».
فهذا لفظ الدعاء الوارد عن رسول الله ﷺ لمن أراد أن يقدم على عمل جديد، فيردد هذا الدعاء ويسمى عمله الذى يريد أن يذكره ويستخير من أجله وهو خالص النية فى ذلك لله تعالى.
دعاء صلاة الاستخارة للعمل
اللهُمَّ إنِّي أسْتَخيرُكَ بعِلْمِكَ، وأسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأسْألُكَ مِنْ فضلِكَ العَظِيم، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولا أعْلَمُ، وأنْتَ عَلاَّمُ الغُيوبِ، اللهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أن هذَا الأمرَ (ويسمى العمل الجديد) خَيرٌ لي في دِيني ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمْري عَاجِلهِ وآجِلِهِ فاقْدُرْهُ لي، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمري عَاجِلِهِ وآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، واقْدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي بِهِ.
طريقة صلاة الاستخارة للعمل
لا تختلف صلاة الاستخارة عن الصلاة العادية، لا فى قراءة ولا ركوع ولا سجود ولا ذكر ولا غير ذلك، إنما هما ركعتين يصليهما المسلم بعدما استقبل القبلة وفوض الأمر لله فى أن يدبر له أمره ثم ليعقد النية أولاً على أداء هذه الصلاة، ثم يصلي ركعتين نافلة بشرط ألا يكون الركعتين صلاة فريضة، ولو صلى ركعتين سنة بنية السنة والاستخارة جاز له فعل ذلك.
قال النووي في الأذكار: لو دعا بدعاء الاستخارة عقب راتبة صلاة الظهر مثلا أو غيرها من النوافل الراتبة والمطلقة سواء اقتصر على ركعتين أو أكثر أجزأ، كذا أطلق وفيه نظر، ويظهر أن يقال إن نوى تلك الصلاة بعينها وصلاة الاستخارة معاً أجزأ بخلاف ما إذا لم ينو ويفارق صلاة تحية المسجد لأن المراد بها شغل البقعة بالدعاء، والمراد بصلاة الاستخارة أن يقع الدعاء عقبها أو فيها ويبعد الإجزاء لمن عرض له الطلب بعد فراغ الصلاة لأن ظاهر الخبر أن تقع الصلاة والدعاء بعد وجود إرادة الأمر. انتهى.
ويستحب أن يقرأ في الركعة الأولى الفاتحة وسورة الكافرون، وفي الركعة الثانية الفاتحة وسورة الإخلاص، وبعد التشهد والتسليم من الركعتين يبدأ في الشروع بدعاء الاستخارة.
وقت صلاة الاستخارة للعمل
تصلى صلاة الاستخارة للعمل في جميع الأوقات بخلاف تلك الأوقات التي حدد الفقهاء أنه يكره فيها الصلاة وهي: الوقت الذي يكون بعد صلاة الفجر مباشرة إلى حين طلوع الشمس، كما أنه لا يستحب أيضًا أن تؤدى الاستخارة عند زوال الشمس قبل الظهر بمقدار ثلث الساعة، ويكره كذلك أن تصلى بعد العصر إلى حين غروب الشمس.
ويصلى فيما دون ذلك من الأوقات لا سيما التي يرجى فيها إجابة الدعاء، ومن تلك الأوقات الثلث الأخير من الليل، وكذلك يستحب له أن يصليها قبل النوم أو بعد صلاة العشاء كما يباح له ذلك في سائر الأوقات.
هل تكرر صلاة الاستخارة للعمل أكثر من مرة؟
البعض حينما يصلى صلاة الاستخارة يكتفى بادائها مرة واحدة، وذلك لأنه ربما ظن أنه غير مستحب أن تكرر صلاة الاستخارة أكثر من مرة، وننبه هنا أن الجمهور من الحنفية والمالكية قالوا باستحباب تكرار صلاة الاستخارة لكون ذلك نوعاً من الإلحاح الذي يحبه الله سبحانه وتعالى، وكان النبي صلى الله عليه وسلم “إذا دعا دعا ثلاثاً، وإذا سأل سأل ثلاثاً” رواه مسلم، وذلك عندما لا ينشرح الصدر لأمر ما، وان تكرار صلاة الاستخارة مجرب وكان الخير في ذلك، ثم إن هذا من باب الإلحاح على الله.
بعد صلاة الاستخارة للعمل ماذا يحدث؟
ليس من الضروري كما يظن البعض، أنه طالما صلى صلاة الاستخارة فلا بد أن يرى رؤيا فهذا غير صحيح، وإنما الذي يحدث بعد الاستخارة هو أن يشعر المسلم بانشراح فى صدره، وفرحة فى قلبه فى قدومه على هذا الفعل وذلك العمل.
وذلك لما روي في حديث أنس قال صلى الله عليه وسلم: (يا أنس اذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات ثم انظر إلى الذي سبق إلى قلبك فإن الخير فيه) رواه ابن السني وهو ضعيف.
قال الإمام النووي: “وينبغي أن يفعل ما ينشرح له صدره، فلا ينبغي أن يعتمد على انشراح كان له فيه هوى قبل الاستخارة، بل ينبغي للمستخير ترك اختياره رأساً، وإلا فلا يكون مستخيراً لله، بل مستخيراً لهواه، وقد يكون غير صادق في طلب الخيرة، وفي التبري من العلم والقدرة وإثباتهما لله تعالى، فإذا صدق في ذلك تبرأ من الحول والقوة، ومن اختياره لنفسه”.
والمقصود من ذلك أنه يحدث ميل للإنسان وحب لهذا الشيء من غير هوى للنفس أو رغبة شخصية.
تحدثنا أيضًا في مقالات سابقة عن:
